الشهر الماضي، انضمّت الرأس الأخضر، التي يبلغ عدد سكانها 525,000 نسمة، ما يجعلها ثاني أصغر دولة من حيث عدد السكان تتأهل في التاريخ، إلى الأردن وأوزبكستان كأول المشاركين الجدد. وكادت كوراساو تهبط إلى المركز الثاني في مجموعتها، لكنّ ركلة الجزاء التي احتُسبت لجامايكا في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني أُلغِيت بعد مراجعة الفيديو.

تزامناً، ضمنت بنما التأهل بفوزها 3-0 على السلفادور، متصدّرة مجموعتها على حساب سورينام، التي فوّتت تأهلها الأول عبر التصفيات المباشرة بحلولها ثانية في مجموعتها. وقد أنقذها هدفٌ عكسي متأخّر في خسارتها 3-1 أمام غواتيمالا، مانحاً إياها مقعداً في ملحق آذار بين القارات بصفتها واحدة من أفضل وصيفتَين في المرحلة التأهيلية، فيما ستلعب جامايكا أيضاً على حظوظها في الملحق من أجل التأهل إلى كأس العالم.

ستنضمّ كوراساو وبنما إلى هايتي في كأس العالم، بعد فوز الأخيرة على نيكاراغوا 2-0 لتتصدّر مجموعتها وتبلغ النهائيات للمرّة الثانية في تاريخها، بعدما شاركت سابقاً في نسخة 1974.

سيُقام كأس العالم 2026 بمشاركة 48 منتخباً للمرّة الأولى، بعد التوسّع من صيغة الـ32 فريقاً التي اعتمدت بين 1998 و2022.

ونظراً لتأهل الولايات المتحدة وكندا والمكسيك تلقائياً بصفتها الدول المضيفة، كان لاتحاد الكونكاكاف 3 مقاعد متاحة عبر التصفيات، إلى جانب مقعدَين إضافيَّين في نظام الملحق بين القارات. وقد خرجت هندوراس وكوستاريكا بشكل مفاجئ من المنافسة كلياً.

سيُقام الملحق في أميركا الشمالية في آذار، بمشاركة بوليفيا، الكونغو الديمقراطية، العراق وكاليدونيا الجديدة إلى جانب المنتخبات من الكونكاكاف. ستمنح هذه الدورة المصغّرة آخر بطاقتَين مؤهلتَين لبطولة الصيف المقبل.

اسكتلندا تتأهل لأول كأس عالم منذ 1998

تأهلت اسكتلندا إلى كأس العالم للمرّة الأولى منذ عام 1998 بعد فوز درامي بنتيجة 4-2 على الدنمارك.

هدفان في الوقت بدل الضائع لكيران تيرني وكيني ماكلين حسما بطاقة اسكتلندا في البطولة، بعد أن كانت الدنمارك قد عادت مرّتَين بالنتيجة في ملعب «هامبدن بارك».

دخلت اسكتلندا المباراة الحاسمة وهي تحتاج إلى الفوز فقط لضمان مكانها. وكان رجال ستيف كلارك قد خسروا 3-2 أمام اليونان، لكنّ تعادل الدنمارك مع بيلاروسيا جعل الفارق بين المنتخبَين نقطة واحدة فقط قبل المواجهة الأخيرة.

منح سكوت مكتوميناي التقدّم لاسكتلندا بعد 3 دقائق فقط، حين قابل عرضية بن دوك بمقصّية رائعة لم يتمكن كاسبر شمايكل من الوصول إليها على رغم من طيَرانه نحو الجهة اليمنى. وأهدر المهاجم الدنماركي راسموس هويلوند عدة فُرَص، فيما حافظت اسكتلندا على تقدّمها حتى الاستراحة، لكنّ هويلوند أدرك التعادل من ركلة جزاء (د57)، بعد معاقبة آندي روبرتسون على خطأ ضدّ غوستاف إيساكسن إثر مراجعة مطوّلة بتقنية الفيديو.

ومع تبقّي 29 دقيقة لاستعادة التقدّم، حصلت اسكتلندا على دفعة مهمّة حين أسقط راسموس كريستنسن، جون ماكجين الذي تفوّق عليه داخل نصف الملعب، ليتلقّى البطاقة الصفراء الثانية ويمنح أصحاب الأرض أفضلية عددية.

أشعل لورنس شانكلاند الفوضى في شوارع غلاسكو، حين وجد نفسه في نهاية ركلة ركنية نفّذها لويس فيرغسون قبل 12 دقيقة من النهاية، مسجّلاً هدف التقدّم. لكنّ الفرحة لم تدم سوى 4 دقائق، إذ أدرك باتريك دورغو التعادل بعد تمريرة مثالية على قدمه اليسرى من أندرياس كريستنسن.

غير أنّ تيرني حسم بطاقة اسكتلندا إلى كأس العالم بتسديدة ملتفة رائعة من مسافة 20 ياردة تقريباً (د90+3). وأكّد ماكلين الانتصار بهدف رابع، حين نفّذ «لوباً» جريئاً فوق شمايكل من مسافة قريبة من منتصف ملعب الدنمارك، في آخر لمسة في المباراة.

وأقرّ ماكلين لـBBC: «مرّت فترة طويلة. كنّا نعرف أنّنا نملك القدرة على ذلك، لكنّ حدوثه في اللحظات الأخيرة يجعله أكثر تميّزاً. تيرني سجّل ثالث أفضل هدف في المباراة وكان صاروخاً. الأمر مذهل، تحدّثنا عنه في الأيام الأخيرة، لكنّ تحقيقه فعلاً... لا يُصدَّق، بصراحة. لا يُصدَّق».

شاركت اسكتلندا في 5 نسخ متتالية من كأس العالم بين 1974 و1990، لكنّها فشلت في التأهل منذ نسخة 1998 التي خرجت منها من دور المجموعات.

عُيّن كلارك مدرباً عام 2019 وقاد اسكتلندا إلى يورو 2020 و2024، فخرجت من المجموعات. وبلغت الملحق المؤهل إلى كأس العالم 2022، لكنّها خسرت في نصف النهائي أمام أوكرانيا.

أمّا الدنمارك، التي تأهلت إلى 3 من النسخ الـ4 الأخيرة من كأس العالم، فعليها المرور عبر الملحق إن أرادت المشاركة في البطولة. ويُجرى سحب قرعة الملحق غداً.

روبرتسون يهدي الفوز إلى جوتا

وكشف القائد الاسكتلندي آندي روبرتسون، أنّ أفكاره كانت مع زميله الراحل في ليفربول ديوغو جوتا طوال المباراة.

لعب روبرتسون وجوتا معاً لمدة 5 مواسم في «آنفيلد» بين 2020 و2025، وكاشفاً روبرتسون أنّهما «لطالما ناقشا» احتمال اللعب في كأس العالم 2026، بعدما غابا كلاهما عن النسخة السابقة في قطر.

توفّيَ جوتا وشقيقه أندريه سيلفا في حادث سير في إسبانيا في تموز الماضي، فأقرّ روبرتسون: «أخفَيتُ الأمر جيداً، لكن اليوم كنتُ محطّماً. أعرف العمر الذي أبلغه، وقد تكون هذه آخر فرصة لي للعب كأس العالم. لم أستطع إخراج صديقي ديوغو جوتا من رأسي اليوم. تحدّثنا كثيراً عن كأس العالم. غاب هو عن نسخة قطر بسبب الإصابة، وغِبتُ أنا لأنّ اسكتلندا لم تتأهل. كنّا دائماً نتحدّث عمّا سيكون عليه التأهل إلى هذا المونديال. أعلم أنّه في مكانٍ ما يبتسم لي. لم يغِب عن بالي طوال اليوم. سعيد جداً بأنّ الأمور انتهت بهذه الطريقة».